أبواب..قصة قصيرة.

أبواب..ق.ق
طَرَقَتْ البابَ لِتفتَحَ عَلى نفسِها جَحيمَ الذكريات"كانَ يخرجُ لَها وَحولَ جَسَدِهِ هالة ٌمن السّنا،يُحيطُها بذراعهِ الأيمنَ ثمّ يَغلقُ البابَ بيدهِ اليسرى ، المسافة التي بينَهُما تتَصاعدُ حرارتها حتى تَصلَ درجةَ الإتقاد،تشتعل العواطفُ فَتسري في عروقِهما نارُ الحبِّ فيلتَهبان.


-1-


في البدايةِ كانتْ خطواتُهُما تَتناثر هنا وهناك، على مسافاتٍ متقاربةٍ بين المعهد في الباب المعظّم،كورنيش الأعظمية،راس الحواش،شارع النهر"
كل شيء في بغدادَ كان جميلا، النهرُ يُفضي عن تنهداتهِ للزوارق وهي تجوب ذهابا وإيابا، تحمل الصيادين والمتنزهين وثغور المصابيح تتساقط كالجُمان على خدود الماء لِترويَ ظمأَ العابرينَ من المساء.


-2-

أخذتْ مساحة الغرام تتسع وتتسع معها المسافات،يوما بعد يوم يغادر الطلبة والطالبات ذكريات يوم مضى، يرافقُها إلى مسكنِها في حي اليرموك"تتبعُها نظراتُهُ حتى تغلق الباب خلفها،قالت:
كنتُ آملُ أن أجدَ أبوابَ الأحلامِ مفتوحةً أمام الصور الجميلة،لكنّ الوجوهَ تغيّرتْ ملامحُها وفقدتْ الأشياءَ ألوانُها،نهرُ دجلةَ حكى عن لدماء التي اختلطتْ بالأحبار والكتب التي طَفَتْ على سطحه لتغرق في الأعماق يوما ما.

-3-

المأساة تتكرر تحتَ وطأة الألم ومناظرالدماء النافرة والأشلاء المتناثرة،بَدَت الحياة معتمة وجميع المسالك تؤدّي إلى ذكرياتٍ تُغرغر كأنّها في سكرات الموت....
أبواب وأبواب وكلما أطرق بابا يخرجُ الظلام يرتدي عباءته السوداء ،ويركض بين الأسلاك الشائكة والحواجز الكونكريتية، الأشياء يضربُ حولها طوق الحصار.لكنّها عانت الكثير حتى وصلَتْ بابَهُأخيراً"طَرَقت الباب"فانفتحَ يعزفُ صريرهُ على أوتارِ قلبِها فَيَتَسارع النبض، ظَهَرَ لها من خلال العتمة شَبَحَ أرملةٍ بَدتْ أنها تحمل جنيناً بعيونٍ دامعة.



الخالدي
2010

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رجل من رذاذ..ق.ق