المشاركات

صورة
  مسامير من خشب.. قصة قصيرة لم أُدرك انّي بصدد كتابة قصّة قصيرة ، حتى انفصلت العربة عن الحصان ، كانت نهاية مؤلمة، وقع فيها اللوم على ابي ، كيف لم يضبط عجلاتها، ويُحكم ربطها بالحصان ، ابي الذي يجعل الخشب يحتضر بين يديه ، حين يلوي عنقه، ليُجبره على مطاوعته ، لم يستعمل يوما مسمارا حديديا لتثبيت قطعة خشبية بأخرى ، بل يعمل ثقوبا ثم يحشر فيها مساميرا من الخشب ، ويعيد صقلها حتى يُخفي مواضع الربط تماما ، ويجعلها كأنها قطعة واحدة ، كانت بداية عملي مع والدي في المرحلة المتوسطة ، وفي طور المراهقة صرت لا احب الدراسة ، لكنّي أتظاهر بالخروج من البيت كل صباح بحجة الذهاب الى المدرسة ، اتواجد في الصف لدرس او درسين ، ثم نعبر انا وصديقي فوق حائط سياج المدرسة ، ونمضي بقية الوقت في السّوق ، ولا نعود الى البيت إلّابعد انتهاء وقت الدّوام ، لإيهام والدي بتواصلي مع الدوام ، ، لكنّ النتيجة في نهاية السّنة تفضحني، ثلاث سنوات دراسية ضاعت بسبب الرسوب ، وهو تصرّف ندمتُ عليه فيما بعد ولاأزال ادفع ثمنه ، لأنّي كنت اتجاهل نصائح أهلي وتوجيههم لي ، وأخيرا وصل والدي الى قناعة بأن اجباري على مواصلة الدراسة هو ضرب من العب
صورة
  الفراشة قصة قصيرة هبطتْ في هوّة عميقة ، شعرتْ بخفّة ، بعد أن تحررت عن جسدها ، فتحوّل الى مايُشبه الحجارة ، ، يجفّ فيه ماء الحياة فيموت الأخطبوط ، وتتوقّف أذرعه عن الحركة ، فيسكن الألم.. تتحوّل جمانة إلى فراشة في روضة ، تهفو بأجنحتها فوق الأزهار ، تمتص الرحيق ، وتسعد بلقاء والديها واقاربها ، اللذين سبقوها كفراشات ، بشتّى الألوان ، الوان تتغير باستمرار الى الأجمل فالأجمل ..   يعتقد سعيد أن   الفراشات تتبادل الحب ، يقول كانت تأتيني في المنام، تحوم في صدري فاشعر بخفة وزنها ، وهفهفة اجنحتها ،ثمّ تقف لتمرر خرطومها في نياط قلبي ، لتزقّ الرحيق ، وتنشر عبقه ، فتنتابني رعشة واتلذّذ بعطرها ، ثمّ تسألني عن ميس وعلي ،   وجميع الاسرة تلتئم اليوم ، حتى اتمنى ان لا استفيق من الحُلم.. ميس وعلي كلما جلسا معا لتناول طعام الافطار في الغرفة المواجهة لحديقة البيت ، يُلاحظان فراشة تقف على زجاج النافذة .. بابا بابا انظر إلى تلك الفراشة كم هي جميلة ، كنت اتردد في البوح بأي كلام عن طيف زوجتي الذي يراودني في الحُلُم ، ولعلّها تخبر ميس وعلي   في المنام " عن اشياء سعيدة ، لأنّي أُلاحظ البشاشة عل
صورة
  (تراتيل في محراب الخريف)             *** توصدُ اللّحظةُ بابَها فأبقى كما الناي صامتاً ... بشفاه   النفخ وقلبي يوهنَهُ الخشوع كعصفورٍ أصابَهُ بللاً أوعينَ صقرٍ ترنو اليه لتفترس... أُطلقُ نبالَ الوجدِ من وَلَهي بوجهَه ويظنني أصطاد في نظراتِه خيطَ ضوءٍ   .. أوأسرُقُ   منها " لمعَةَ النجوم هَلُمَّ ترمم شهقتي تعالَ تمسحُ رمادَ التنائيَ لأيقاظ الجمرالّذي " لايزالُ لاهثاً في عاصف الرّوح.. يجرّدُ الأغصانَ من أوراقِها يُغافلُ سهوها وحين تغفو تغريه سكرى كي   يُبادلَها المُجون لحظةُ انتظاري مصلوبة على ذاك الجدار ذاكَ المعربدُ   في شغافي يُسابق طيفَك حين يمرُّ معطّراً هو الحبُّ لا تخلو مشاربَهُ من مرارة الوجدِ فيَ الأنتظار  

صفحة الغدر

صفحة الغدر قصة قصيرة يكاد بنظراته يلامس اناملها ، ويتحسس رقة بشرتها، تمنى لو انه يمد يدا لاتراها العين ويمررها على اصابعها الدقيقة ليجمعها في كفه ثم يعصرها كانت جميلة فعلا ،وتبادلا النظرات لكن حياءه وقف حائلا بينه وبينها، حتى افترقا ولم يرها بعد ذلك اليوم، لكن تلك اللحظات بقيت ماثلة في مخيلته يستعيرها الى ذاكرته متى يشاء. كان يوما يقف امام نافذة غرفته التي تطل على الشارع العام، يتأمل في المطر وهو يتهاطل بغزارة على الاشجار، بعد جفاف طال انتظاره حتى وقع تأثيره على بشرة الناس فتيبست، وعلى شفاههم فتفطرت،نظر الى شجرة التوت القريبة فوجدها تشغل حيزا كبيرا من الافق، وهي الاوفر حظا في اكتساب كميات كبيرة من الغيث. تلك الشجرة التي تصطف مع بقية الاشجار على طول الرصيف،تشكل مظلة يتفيأ تحتها الذاهبون الى وظائفهم صيفا ويحتمون بها من المطر شتاء،ريثما تأتي السيارات التي تنقلهم الى اماكن عملهم. كانت تقف وحيدة تحت تلك الشجرة ويبدو ان وقفتها طالت حتى اصابها البلل من قطرات المطر التي صارت تتساقط عن اوراق شجرة التوت الكثيفة،لم يتمالك نفسه حين رآها ترتجف من البلل والبرد الذي اصابها،فهرع م

العاصفة ( قصة قصيرة )

العاصفة قصة قصيرة بعد ان دخل الجمهور صالة العرض،الابواب كاتمة الصوت تم ايصادها، لمنع دخول الاصوات القادمة من الخارج،صمت تام يسود صالة العرض الا من بعض المندسين اللذين دخلو الصالة المكيفة لغرض النوم. لحظات مضت على دقات الساعة لتعلن ازاحة الستارورويدا رويدا ظهر للجمهورمن خلف الستاراعضاء الفرقة الموسيقية يقف امامهم بكل هيبة المايسترو او قائد الاوركسترا،وخلف الفرقة شاشة عرض سينمائي تعرض مشاهدا تنسجم مع ايقاعات الموسيقى. رفع قائد الفرقة العصا ايذانا ببداية العزف،وعلى انغام موسيقى هادئة ظهرت على شاشة العرض مشاهد مدينة كبيرة يشطرها النهر العملاق الى شطرين الزوارق تجوب النهر ذهابا وايابا والاضواء الملونة تسبح في النهر لتضفي على المشهد جمالا وروعة. تصاعدت وتيرة العزف وكأن اوتار الآلات الموسيقيه تتقطع، وكلما تتصاعد يشتد معها العصف ، عصف حمل معه رمال الصحراء، كانها برادة الحديد تكاد تحفر في الوجوه،وهنا اشار قائد الفرقة بعصاه لتهدئة العزف وخفض الاصوات،وبدأ الهدوء يخيم على اجواء صالة العرض والجمهور. انطفأت الاضواء للحظات وساد الصمت مع الظلام وبدأت النفوس تهدأ لحظة بعد لحظة،ثم

سفر الاحلام

سِفر الاحلام تسافرُ الروحُ إلى هناك،تحومُ فوقَ الذكرياتِ كالفراشات، مع شروق الشمس، كلُّ شيءٍ يبدو شديدَ الوضوح،أستفيقُ على َضوْءٍ ساطعٍ،انزعُ جسدي عن الفراش الناعم،أضع المنشفة على كتفي فتسوقني الخطواتُ الى متعة الاستحمام، الحمّامُ دافئٌ‘ الصباحُ يفتحُ ثغرَهُ بابتسامةٍ لرذاذ الماء المتدفق من رشّاش الماء ،احساسٌ بالإنتعاش،حتى يكون الفطورُ بعده  مسكَ الختام وعنبرألأيام.وفي لحظةٍ جلجل المكان وتزلزل بالأصوات والحركة فاستفقتُ من الحُلُمِ على صراخ الناس ،جاءت سيارة المساعدات ،هرع جميع من في المخيم رجالاً ونساءً شيوخاً وأطفالاً،احسستُ أن أقدامي ترتفعُ عن الأرض في زحمة الاقدام الراكضة خلف السيارة، الاذرع ترتفع إلى أعلى ، فيلقي الرجال مافي بطن السيارة من المساعدات الغذائية ، على الرؤوس المتداخلة والايادي المتشابكة،ثم تواصل السيارة سيرها لترحل عن مشاهد الصراع. لم اكن وحدي هنا ولم اكن كذلك هناك، هناك كانت المدن تصغي الى دوي القنابل والصواريخ،وحين تقترب اصوات الإنفجارات،تلملم العوائل بعضها من الخوف وتستجمع اشتاتها من الذهول،الجميع يتسارع وتتسارع الخطى نحو الهروب إلى المجهول. الكون هناك كلُّ

الحبُّ داءٌ عياءٌ لادواء له......

الحبُّ داءٌ عياءٌ لا دواء له تضلُّ فيه الأطباءُ النحاريرُ قد كنتُ أحسبُ أنّ العاشقين غَلْوا في وصفه فإذا في القوم تقصير سُقيا لأيام لم أخْبُرْه تجربة ً إلا بما وصفتْ عنه الأخابير                         الشاعر العباسي(( ابن الرومي ))