الفراشة

قصة قصيرة

هبطتْ في هوّة عميقة ، شعرتْ بخفّة ، بعد أن تحررت عن جسدها ، فتحوّل الى مايُشبه الحجارة ، ، يجفّ فيه ماء الحياة فيموت الأخطبوط ، وتتوقّف أذرعه عن الحركة ، فيسكن الألم..

تتحوّل جمانة إلى فراشة في روضة ، تهفو بأجنحتها فوق الأزهار ، تمتص الرحيق ، وتسعد بلقاء والديها واقاربها ، اللذين سبقوها كفراشات ، بشتّى الألوان ، الوان تتغير باستمرار الى الأجمل فالأجمل ..

 يعتقد سعيد أن  الفراشات تتبادل الحب ، يقول كانت تأتيني في المنام، تحوم في صدري فاشعر بخفة وزنها ، وهفهفة اجنحتها ،ثمّ تقف لتمرر خرطومها في نياط قلبي ، لتزقّ الرحيق ، وتنشر عبقه ، فتنتابني رعشة واتلذّذ بعطرها ، ثمّ تسألني عن ميس وعلي ،  وجميع الاسرة تلتئم اليوم ، حتى اتمنى ان لا استفيق من الحُلم..

ميس وعلي كلما جلسا معا لتناول طعام الافطار في الغرفة المواجهة لحديقة البيت ، يُلاحظان فراشة تقف على زجاج النافذة ..

بابا بابا انظر إلى تلك الفراشة كم هي جميلة ، كنت اتردد في البوح بأي كلام عن طيف زوجتي الذي يراودني في الحُلُم ، ولعلّها تخبر ميس وعلي  في المنام " عن اشياء سعيدة ، لأنّي أُلاحظ البشاشة على وجهيهما كلما يرد ذكر امهما ، يَهمس احدهما للآخركلاما لاافهمه ،ويبدو أنّه يبعث على الفرح ويترك آثاره على ملامحهما.

ذات مرّة اتفقا على مسك الفراشة ، فخرجا بسرعة ، لكنّها طارت على بعد خطوة منهما ، ولمّا تبعاها الى الحديقة ، وجدا مجموعة من الفراشات بشتّى الألوان، تتنقّل بين الازهار..

علي : أيعجبك ياميس ان تكوني فراشة ؟

ميس: يعجبني !أكيد ولكن ليس دائما ، لانّي سأفقد وجودي مع صديقاتي في المدرسة .

علي : ستتمكنين من رؤيتهنّ كفراشة .

ميس : صحيح " لكنّهن لايرينني  كميس.

يمرُّ طيفُها حينما يشتد الصداع ، يتعالى الصراخ ، ويحل الضجيج في البيت ، بكاء وعويل ، تناديهما فيمسك كل منهما طرفاً من عصابة الرأس ، يشدّانها بقوة لبعض الوقت ، ثمّ يطلقانها " ...

                                       اسماعيل آلرجب - العراق


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبواب..قصة قصيرة.

رجل من رذاذ..ق.ق