رجل من رذاذ..ق.ق

رَجُلٌ من رَذاذ

- قصةٌ قصيرةٌ-


نظراتُهُ تنبتُ على رذاذ الماءأزاهيرَ الورد يراقبُ طائرَ الحباب وهو يلتقطُ القطرات المتناثرة.مدَّ ذراعهُ من الخلف وهو يجذبَُ خصرَها اليه لتشاركه نشوة الهواء البارد والرذاذ المتساقط على الوجه والأطراف حلّقا سويةً على موسيقى هديرالماء المتصبب من أعالي الجبال شعرَ بنشاطٍ في ذاكرته وهويرفرف بجناحيه رفرفاتٍ سريعةٍ ويحاول الأستقرار في فضاءٍ يتحوّلُ على الدوام بين الألوان المستطيرة عن شعاع الشمس
ولمّا أقتربَتْ منه أُنثاه أصدرتْ عروس البستان تغاريدها وأضحتْ الظلال الوارفة للأشجار الكبيرة تردد صداها منذ خمسة قرون تناولَ قصَبَتَهُ وانثنى يعبَثُ بجسدٍ صغير لطائرٍ ميّت يطفوا فوق الماء وفي لحظةٍ ما صَرَفَهُ هذا المنظر البائس عن متعة الإبصار وانطوَتْ غيمة الحزنِ على خَطَراتِهِ فَوَجَدَ نَفسَهُ وحيداً تقودُهُ خطواتُهُ صوبَ تلك الشجرة الكبيرة اليابسة وفي كلِّ مرةٍ يقتربُ منها تُثارُ شجونَهُ فيبكي حسراتَهُ الساخنة ويدعوا الله أن ينفُخَ فيها روح الإخضرار ويبثَّ في أغصانها ولو ثَمَرةً واحدةً.يتَأ لّم. يعاني. يَتمنّى لو لم يكُ شيئا
يستغفِرُ..يرفعُ يداهُ بالدعاء،يتبعُ أقدامهُ بلا هدفٍ معيّنٍ ،يَذرعُ الشوارعَ ،يحشُرُ ذاتَهُ في الزّحام،يختفي في داخلهِ ويحرص على أن لا يَراهُ أحداً يعرفهُ،يعودُ حينَ يبتَلِعَ الليلُ الغَسَقَ،ينامُ ،يَحلمُ أنّهُ عادَ طفلاً،يرتقي قمةَ الجبلِ يرى نفسَهُ مُعَلّقاً كطائرِ الحباب،يُرفرِفُ بجناحيهِ وسَطَ الرَّذاذِ
يسقطُ في القاعِ ،يعي ذاتَهُ مستيقظاً يستمتعُ بالنّعيمِ في الظّلالِ الباردةِ لتلك الشّجرةِ التي كانتْ يابسةً

تعليقات

  1. هذه القصة الرائعة مكتوبة على موقع بأسم القاص صدى الخالدي ! هل الأسمين( اسماغيل الرجب وصدى الخالدي) لشخص واحد.
    أعذرني وتقبل مروري مع باقة أعجاب لحرفك الراقي
    المميز.

    ردحذف
    الردود
    1. في الوقت الذي اعتذر فيه لشخصك الكريم عن تاخري في الرد..اقول نعم صدى الخالدي هو اسماعيل الرجب وهو ذاته ابو نذير الدليمي ولا اخفيك سرا انا اضيع اليوم بين الاسماء.ولاني لااريد ان اصنع اسما كذلك ضاعت اعمالي في القصة القصيرة .

      محبتي وشكرا لشخصك

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبواب..قصة قصيرة.