التابوت


كم رَبيعٍ مَرَّ على أغصانِنا
لكنّها ما أزهَرَتْ
وَلمْ تَزَلْ عاريَةً
يَهزُّها الخَريف....
عَقيمةٌ أرحامُ حُبٍ لَمْ يَلدْ
وَلَن يَلدْ...
يحبسهُ مؤبَّداً البردُ والصّقيع
قلبينِ لاينفَذُ السّهمُ فيهما
تَفَتَتْ رسومهاهَمَلَ الرّمادُ من رموشِها
وصَفّرَتْ عَواصِفٌ تَستَنفرُ النّحيبْ
هَجَرَ الأنامُ بُكاءَهم
وَتَحلّقوا فوقَ تابوتٍ فارغٍ
غادَرَهُ أصحابُهُ لِيملأوا.. كأسَ المَنونْ
فَما بقيتُ ولا بَغَيتُ....
حَملوني عَلى أكتافِهِم مَظنّةَ أن أكونَ بِداخِلِهِ
لكنّني وصلتُ قبلَهمْ
وَبحثتُ بينَ القُبورِ عنّي
فَوجدتُني أخيطُ في الفصول
كَفّنني رَبيعَهُ وأطلَقَ الذُّهول
وَصَلَ الأنامُ إلى سبيلِهِمْ
لِيدفنوا الأوهامَ في الفَراغْ
اسماعيل الرجب
28/ك2/ 2010

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبواب..قصة قصيرة.

رجل من رذاذ..ق.ق