
مسامير من خشب.. قصة قصيرة لم أُدرك انّي بصدد كتابة قصّة قصيرة ، حتى انفصلت العربة عن الحصان ، كانت نهاية مؤلمة، وقع فيها اللوم على ابي ، كيف لم يضبط عجلاتها، ويُحكم ربطها بالحصان ، ابي الذي يجعل الخشب يحتضر بين يديه ، حين يلوي عنقه، ليُجبره على مطاوعته ، لم يستعمل يوما مسمارا حديديا لتثبيت قطعة خشبية بأخرى ، بل يعمل ثقوبا ثم يحشر فيها مساميرا من الخشب ، ويعيد صقلها حتى يُخفي مواضع الربط تماما ، ويجعلها كأنها قطعة واحدة ، كانت بداية عملي مع والدي في المرحلة المتوسطة ، وفي طور المراهقة صرت لا احب الدراسة ، لكنّي أتظاهر بالخروج من البيت كل صباح بحجة الذهاب الى المدرسة ، اتواجد في الصف لدرس او درسين ، ثم نعبر انا وصديقي فوق حائط سياج المدرسة ، ونمضي بقية الوقت في السّوق ، ولا نعود الى البيت إلّابعد انتهاء وقت الدّوام ، لإيهام والدي بتواصلي مع الدوام ، ، لكنّ النتيجة في نهاية السّنة تفضحني، ثلاث سنوات دراسية ضاعت بسبب الرسوب ، وهو تصرّف ندمتُ عليه فيما بعد ولاأزال ادفع ثمنه ، لأنّي كنت اتجاهل نصائح أهلي وتوجيههم لي ، وأخيرا وصل والدي الى قناعة بأن اجباري على مواصلة الدراسة هو ضرب من ...