الفراشة قصة قصيرة هبطتْ في هوّة عميقة ، شعرتْ بخفّة ، بعد أن تحررت عن جسدها ، فتحوّل الى مايُشبه الحجارة ، ، يجفّ فيه ماء الحياة فيموت الأخطبوط ، وتتوقّف أذرعه عن الحركة ، فيسكن الألم.. تتحوّل جمانة إلى فراشة في روضة ، تهفو بأجنحتها فوق الأزهار ، تمتص الرحيق ، وتسعد بلقاء والديها واقاربها ، اللذين سبقوها كفراشات ، بشتّى الألوان ، الوان تتغير باستمرار الى الأجمل فالأجمل .. يعتقد سعيد أن الفراشات تتبادل الحب ، يقول كانت تأتيني في المنام، تحوم في صدري فاشعر بخفة وزنها ، وهفهفة اجنحتها ،ثمّ تقف لتمرر خرطومها في نياط قلبي ، لتزقّ الرحيق ، وتنشر عبقه ، فتنتابني رعشة واتلذّذ بعطرها ، ثمّ تسألني عن ميس وعلي ، وجميع الاسرة تلتئم اليوم ، حتى اتمنى ان لا استفيق من الحُلم.. ميس وعلي كلما جلسا معا لتناول طعام الافطار في الغرفة المواجهة لحديقة البيت ، يُلاحظان فراشة تقف على زجاج النافذة .. بابا بابا انظر إلى تلك الفراشة كم هي جميلة ، كنت اتردد في البوح بأي كلام عن طيف زوجتي الذي يراودني في الحُلُم ، ولعلّها تخبر ميس وعلي في المنام " عن اشياء سعيدة ، لأنّ...
المشاركات الشائعة من هذه المدونة
سفر الاحلام
سِفر الاحلام تسافرُ الروحُ إلى هناك،تحومُ فوقَ الذكرياتِ كالفراشات، مع شروق الشمس، كلُّ شيءٍ يبدو شديدَ الوضوح،أستفيقُ على َضوْءٍ ساطعٍ،انزعُ جسدي عن الفراش الناعم،أضع المنشفة على كتفي فتسوقني الخطواتُ الى متعة الاستحمام، الحمّامُ دافئٌ‘ الصباحُ يفتحُ ثغرَهُ بابتسامةٍ لرذاذ الماء المتدفق من رشّاش الماء ،احساسٌ بالإنتعاش،حتى يكون الفطورُ بعده مسكَ الختام وعنبرألأيام.وفي لحظةٍ جلجل المكان وتزلزل بالأصوات والحركة فاستفقتُ من الحُلُمِ على صراخ الناس ،جاءت سيارة المساعدات ،هرع جميع من في المخيم رجالاً ونساءً شيوخاً وأطفالاً،احسستُ أن أقدامي ترتفعُ عن الأرض في زحمة الاقدام الراكضة خلف السيارة، الاذرع ترتفع إلى أعلى ، فيلقي الرجال مافي بطن السيارة من المساعدات الغذائية ، على الرؤوس المتداخلة والايادي المتشابكة،ثم تواصل السيارة سيرها لترحل عن مشاهد الصراع. لم اكن وحدي هنا ولم اكن كذلك هناك، هناك كانت المدن تصغي الى دوي القنابل والصواريخ،وحين تقترب اصوات الإنفجارات،تلملم العوائل بعضها من الخوف وتستجمع اشتاتها من الذهول،الجميع يتسارع وتتسارع الخطى نحو الهروب إلى المجهول. الكون هناك ...
أبواب..قصة قصيرة.
أبواب..ق.ق طَرَقَتْ البابَ لِتفتَحَ عَلى نفسِها جَحيمَ الذكريات"كانَ يخرجُ لَها وَحولَ جَسَدِهِ هالة ٌمن السّنا،يُحيطُها بذراعهِ الأيمنَ ثمّ يَغلقُ البابَ بيدهِ اليسرى ، المسافة التي بينَهُما تتَصاعدُ حرارتها حتى تَصلَ درجةَ الإتقاد،تشتعل العواطفُ فَتسري في عروقِهما نارُ الحبِّ فيلتَهبان. -1- في البدايةِ كانتْ خطواتُهُما تَتناثر هنا وهناك، على مسافاتٍ متقاربةٍ بين المعهد في الباب المعظّم،كورنيش الأعظمية،راس الحواش،شارع النهر" كل شيء في بغدادَ كان جميلا، النهرُ يُفضي عن تنهداتهِ للزوارق وهي تجوب ذهابا وإيابا، تحمل الصيادين والمتنزهين وثغور المصابيح تتساقط كالجُمان على خدود الماء لِترويَ ظمأَ العابرينَ من المساء. -2- أخذتْ مساحة الغرام تتسع وتتسع معها المسافات،يوما بعد يوم يغادر الطلبة والطالبات ذكريات يوم مضى، يرافقُها إلى مسكنِها في حي اليرموك"تتبعُها نظراتُهُ حتى تغلق الباب خلفها،قالت: كنتُ آملُ أن أجدَ أبوابَ الأحلامِ مفتوحةً أمام الصور الجميلة،لكنّ الوجوهَ تغيّرتْ ملامحُها وفقدتْ الأشياءَ ألوانُها،نهرُ دجلةَ حكى عن لدماء التي اخ...
تعليقات
إرسال تعليق