رجل من رذاذ..ق.ق
رَجُلٌ من رَذاذ - قصةٌ قصيرةٌ- نظراتُهُ تنبتُ على رذاذ الماءأزاهيرَ الورد يراقبُ طائرَ الحباب وهو يلتقطُ القطرات المتناثرة.مدَّ ذراعهُ من الخلف وهو يجذبَُ خصرَها اليه لتشاركه نشوة الهواء البارد والرذاذ المتساقط على الوجه والأطراف حلّقا سويةً على موسيقى هديرالماء المتصبب من أعالي الجبال شعرَ بنشاطٍ في ذاكرته وهويرفرف بجناحيه رفرفاتٍ سريعةٍ ويحاول الأستقرار في فضاءٍ يتحوّلُ على الدوام بين الألوان المستطيرة عن شعاع الشمس ولمّا أقتربَتْ منه أُنثاه أصدرتْ عروس البستان تغاريدها وأضحتْ الظلال الوارفة للأشجار الكبيرة تردد صداها منذ خمسة قرون تناولَ قصَبَتَهُ وانثنى يعبَثُ بجسدٍ صغير لطائرٍ ميّت يطفوا فوق الماء وفي لحظةٍ ما صَرَفَهُ هذا المنظر البائس عن متعة الإبصار وانطوَتْ غيمة الحزنِ على خَطَراتِهِ فَوَجَدَ نَفسَهُ وحيداً تقودُهُ خطواتُهُ صوبَ تلك الشجرة الكبيرة اليابسة وفي كلِّ مرةٍ يقتربُ منها تُثارُ شجونَهُ فيبكي حسراتَهُ الساخنة ويدعوا الله أن ينفُخَ فيها روح الإخضرار ويبثَّ في أغصانها ولو ثَمَرةً واحدةً.يتَأ لّم. يعاني. يَتمنّى لو لم يكُ شيئا يستغفِرُ..يرفعُ يداهُ بالدعاء،...